الجمعة، 9 أغسطس 2013

الفقراء يصنعون التاريخ !!

الفقراء وحدهم هم من يدفعون أثمان الأشياء، كان نصر أو هزيمة أو بطولة أو أنكسار كانت ثورة كان إنقلاب من يدفع في أخر المطاف ثمن تلك الأشياء هم الفقراء .. 
الشهداء فقراء المعتقلين فقراء المعذبين فقراء كل من يهان ويقهر في هذ الكوكب فقير..

مش حرجع بالتاريخ لوراء أوي بس خلينا ناخد  "حفر قناة السويس كمثال من العصر الحديث" هذا المشروع العملاق اللي كان تحول مهم وجزري في حياة المصرين ، لمن نسب التاريخ هذا الأنجاز ؟؟ لمن عاد الفضل ؟؟ 
حفر قناة تربط بين البحرالإحمر والبحرالأبيض المتوسط فكرة عظيمة ومهمة راح ضحيتها 341080 مصري عملو بالسخرة في حفر القناة ليبنو المجد للوطن أو يحفروه!!

ونتصفح كتب التاريخ بعد ذلك لنجد ان بين سطور هذا التاريخ "العنصري" أسماء مثل المهندس الفرنسي "لوبير" اللي شكل لجنة عشان يشوفو "برزخ السويس " ان كان يصلح لحفر القناة ولا لأ ، وحنلاقي محمد على باشا اللي في عهدة وفي عهد قنصل فرنسا في مصر وقتها مسيو "ميمو" ونائبة مسيو "دي لسبس" بدأ العمل في حفر القناة وأسماء مهندسين وخبراء من اوربا شاركو في هذا الإنجاز !! 

اليس هذا التاريخ الظالم ينصف القاتل على حساب المقتول ؟؟ اليس الزمن نفسة يسير عكس خط سير الفقراء وهم على قيد الحياة وحتي بعد مماتهم فيعملون بالسخرة على عين حياتهم وعندما يذكرهم التاريخ يذكرهم كا مجرد أرقام لضحايا فترة من الزمن !!

ولو فضلت اكتب عن الفقراء اللي ماتوا وصنعوا التاريخ ولم يذكرو بين سطورة مش حيكفيني قرن من الكتابة المتواصلة بس خلينا نقول ان من الوقت القريب في التاريخ الحديث اللي هو ما بين حفر قناة السويس اللي يومنا هذا الاف القصص لفقراء لم ينصفهم التاريخ .
لنصل الي شهداء الثورة ومعتقليها ومن عانو من اجل حلم الحرية ، سنرى ان من ضحوا بأنفسهم لأجل هذا الوطن بقوا شوية أرقام بيتاجر بها كل العظماء اللي بيجري في دمهم حب السُلطة وحب الحكم ،  بقوا أسماء تكتب على بنارات في سرُادق كل فرد منهم وأصبحو مادة خام للمزايدة أصبحو سلعة تباع ولا تشتري !! 

طيب حنقول دول ماتو وأستريحو والصبر لأهلهم اللي شايفين ولادهم دمهم متفرق بين الاغنياء والحكام والسُلطات ، عشان مبارك يمشي فيموت 2000 والعسكر يتاجرو بيهم والإخوان يدخلوا بيهم مجلس الشعب ويعملوا دستور وعشان نمشي العسكر يموت 1000 كمان ويمشي العسكر ويجي الإخوان وعشان يمشو الإخوان يموت 1000 كمان ويجي العسكر ومعاه فصيل أخر المرة دي وبرضو الشهداء هم كلمة السر ،، ويبقى الشهيد دفع الثمن ومات واهلة بيكملو وبيدفعو
بقيت الثمن حسرة طول العمر على دم ولادهم اللي راح هدر !!

قولنا اللي مات أستريح صح ؟؟ انما اللي عايش بقى ودفع الثمن من حريتة في سجن أي نظام فيهم !! يعمل اية اكثر من 30 الف إنسان دخلوا السجون من يوم 28 يناير 2011 اللي الأن على أيد العسكر بس في سنة ونص اكثر من 12 الف معتقل اتحكمو عسكرياً وشافوا الذل والقهر والعذاب ،دا غير أكثر من 10 الاف أتحبسوا على ذمة قضايا وخرجوا وما اتحاكموش وغير اللي أتحبسوا من غير ورق أصلاً وبعد كدة خرجو او اختفو للأبد وفي عهد مرسي أكثر من 5الاف معتقل ومئات المخطتفين .
 دول بقى اللي عايشين وهما شايفين جلادنهم بيتبادلو على كرسي الحكم والسُلطة واحد تلو الاخر شايفين جلادنهم لسا بيجلدو غيرهم وحقهم وحق غيرهم لسا ما جاش ومش حيجي، متصورين دول عايشين إزاي ؟؟ حاسين دول بيفكرو إزاي ؟؟ عارفين لو فكرو  يخدو حقهم حيعملو أية ؟؟ 

واللي مصيبتة اكبر بكتير كل من أصُيب إصابة دائمة "عاهة مستديمة" هنجد أن 2 % بس من اللي أُصيبو إصابات بلا علاج زي فقدان البصر اوفقدان الحركة هما اللي قدروا يتعالجو علاج محترم وقدرو يخدو جزء من حقهم في شكل الدعم المعنوي اللي مش هيعضوهم عن شي بس هيحسسهم انهم عملو حاجة تشرف تاريخهم وتسجل على جبين الوطن ، اما الباقي فهم يعانون بكل الأشكال من اول الاهمال الطبي اللي كان السبب في عجزهم بشكل كبير او الأهمال اللي خلاهم يحسو انهم أتصابو في خناقة في خمارة، يعني لا طالو علاج ولا اتحسبو أبطال ، متخيلين مدا المعاناة ؟؟ متخيلين مدا الألم ؟؟  
كل هؤلاء من شهداء ومعتقلين ومصابين دفعوا ثمن كل الأشياء، وغيرهم على الكراسي يتصارعون، وغيرهم يكتُب التاريخ أسمائهم بحروف من نيون في قلب كُتب التاريخ 

ولو قدُر لهذة الثورة النجاح وطبعاً ده برضو اللي هيحددو أعالي القوم اللي هيقولو الثورة نجحت ولا لأ !! وطبعاً نجاح الثورة بالنسبة للشهداء من دفعوا الثمن شئ وبالنسبة لأصحاب المناصب والكراسي شئ أخر، فالشهداء الثورة بالنسبة لهم حرية وعدالة إجتماعية ودولة عدل وقانون،، والثورة بالنسبة لأصحاب السٌلطة هي قد اية مكسب قصاد قد اية تنازل ونقعد نتفاوض !! وفي الأخر اللي حيكتب التاريخ  من يجيدو فن التفاوض ومن يملكو أشياء يفاوضو عليها ،، فدائما الفقراء لا يملكون شئ .

على مدار قرون وعصور وأزمنة متعاقبة فقراء هذا الكوكب يصنعون بعرقهم ودمائهم تاريخ هذا الكوكب ، ويأتي دور النبلاء والأغنياء وأصحاب السُلطة والنفوذ ليُكتب فقط أسمائهم على سطور من ذهب داخل كتب هذا التاريخ المنحاز دائما للعظماء وأصحاب المعالي والصولجان .

سحقاً لتاريخ يُكتب بدماء الفقراء ليسجل مجداً زائفاً لهؤلاء الأثرياء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق